التقيّة في أقوال وأفعال علماء المذاهب
علماء العامّة ومشايخهم قائلون بالتقيّة وعاملون بها، حتّى أصحاب المذاهب الأربعة الذين هم الأعلامهم في الأحكام، وقدوتهم في المرام، ومن ذلك ما نستعرضه خلال عرض مجمل عن حالات بعض رؤوسهم أو رؤساءهم:
قال الزمخشري: كان أبو حنيفة يُفتي سرّاً بوجوب نصرة زيد بن علي رضوان الله عليهما، وحمل المال إليه، والخروج معه على اللص المتغلب المسمّى بـ: الامام والخليفة الدوانيقي.. وأشباهه (1) .
قال الخطيب البغدادي: عن سفيان بن وكيع قال: جاء عمر بن حماد بن أبي حنيفة فجلس إلينا فقال: سمعت أبي - حماد - يقول: بعث ابن أبي ليلى إلى - والدي - أبي حنيفة فسأله عن القرآن؟
فقال: مخلوق.
فقال ابن أبي ليلى: تتوب، وإلّا أقدمت عليك.
قال: فتابعه، فقال: القرآن كلام الله.
قال: فدار به الخلق يخبرهم أنه قد تاب من قوله القرآن مخلوق.
__________________
1. تفسير الكشّاف: ج 1، ص 184.