20%

التقية في حكم العقل والفطرة

من ضرورة العقول وبديهيّاتها الحكم بحفظ النفس عن المهالك، والتحذّر عن المخاطر.

ولا شك بحكم العقل بحسنه بل لزومه كرامةً للانسان، وتكريماً لنبي آدم، واحتراماً لذي النفس المحترمة.

بل إن فطرة الإنسان، وغريزة طبيعته مجبولة على حفظ النفس والدفاع عنها، وصيانتها عمّا يضرّها ويُهلكها.

وهذا ما يدركه جميع الناس بجميع فئاتهم وطبقاتهم، وبجميع أديانهم ومذاهبهم.

ولذلك قال النووي: لا مبالات باثبات التقية وجوازها وإنّما تكره عامّة الناس لفظها لكونها من معتقدات الشيعة وإلّا فالعالم مجبول على استعمالها، وبعضهم يسمّيها (مداراة) وبعضهم يسمّيها (مصانعة) وبعضهم يسمّيها (عقلاً معاشيّاً)، ودلّ عليها الشرع (1) .

نعم قد يهون بذل النفس، بل يحسّن العقل الفداء والتضحية إذا كان بذل النفس في سبيل الشرف، وصيانة الحق، وحفظ الدين، واستقامة الاسلام، واستئصال الجور والباطل، كما يدركه العقل ويلمسه جميع ذوي العقول في تضحية شهداء كربلاء وسيّدهم الامام الحسين عليه السلام الذي ضحّى بنفسه ليستنقذ عباد الله من الجهالة وحيرة الضلالة، وليُحيي كتاب الله ودين رسول الله صلى الله عليه وآله، وليأمر بالمعروف وينهي عن المنكر،

__________________

1. شرح الأربعين النووية: ص 36.