وقال حفيده الفضل بن محمد بن الفضل بن الحسن بن عبيد الله بن العباس عليهالسلام :
إني لأذكر للعباس موقفه | بكربلاء وهام القوم تختطف | |
يحمي الحسين ويحميه على ظمأ | ولا يولي ولا يثني فيختلف | |
ولا أرى مشهداً يوماً كمشهده | مع الحسين عليه الفضل والشرف | |
أكرم به مشهداً بانت فضيلته | وما أضاع له أفعاله خلف (1) |
ولما رأى أبو الفضل عليهالسلام وحدة أخيه وقتل أصحابه وأهل بيته الذين باعوا نفوسهم لله انبرى اليه يطلب الرخصة منه ليلاقي مصيره المشرق، فلم يسمح له الامام عليهالسلام . وقال له بصوت حزين النبرات: «أنت صاحب لوائي».
لقد كان الامام عليهالسلام يشعر بالقوة والحماية مادام أبو الفضل، فهو كقوة ضاربة إلى جانبه، يذبّ عنه، ويرد عنه كيد المعتدين، وألحّ عليه أبو الفضل قائلاً: «لقد ضدق صدري من هؤلاء المنافقين وأريد أن آخذ ثاري منهم..».
لقد ضاق صدره وسئم من الحياة حينما رأى النجوم المشرقة من أخوته وأبناء عمومته صرعى مجزرين على رمضاء كربلاء، فتحرّق شوقاً للأخذ بثأرهم والالتحاق بهم.
وطلب الامام منه أن يسعى لتحصيل الماء إلى الأطفال الذين صرعهم العطش، فانبرى الشهم النبيل نحو أولئك الممسوخين الذين خلت قلوبهم من الرحمة والرأفة، فجعل يعظهم ويحذّرهم من عذاب الله ونقمته، ووجّه خطابه اليهم قائلاً: «.. هذا الحسين بن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله قد قتلتم أصحابه وأهل بيته وهؤلاء عياله
__________________
(1) إبصار العين: 31.