وبان الانكسار في جبينه | فاندكت الجبال من حنينه | |
وكيف لا وهو جمال بهجته | وفي محياه سرور مهجته | |
كافل أهله وساقي صبيته | وحامل اللوا بمعالي همته (1) |
وفي الدمعة الساكبة: إنّ من كثرة الجراحات الواردة على العباس عليهالسلام لم يقدر الحسين عليهالسلام أن يحمله إلى محمل الشهداء، فترك جسده في محل قتله ورجع باكياً حزيناً إلى الخيام (2) .
قال السيد المقرم رحمهالله في مقتل الحسين عليهالسلام (3) : وتركه في مكانه لسر مكنون أظهرته الأيام، وهو أن يدفن في موضعه منحازاً عن الشهداء؛ ليكون له مشهد يقصد بالحوائج والزيارات، وبقعة يزدلف اليها الناس وتتزلف إلى المولى سبحانه تحت قبته التي ضاهت السماء رفعة وسناء، فتظهر هنالك الكرامات الباهرة، وتعرف الأمة مكانته السامية ومنزلته عند الله تعالى، فتؤدي ما وجب عليهم من الحب المتأكد، والزيارات المتواصلة، ويكون عليهالسلام حلقة الوصل فيما بينهم وبين الله - تعالى - فشاء حجة الوقت أبو عبد الله كما شاء المهيمن - سبحانه - أن تكون منزلة أبي الفضل الظاهرية شبيهة بالمنزلة المعنوية الأخروية، فكان كما شاءا وأحبا.
ثم قام الحسين عليهالسلام وحمل على القوم، فجعل يضرب فيهم يميناً وشمالاً فيفرون من بين يديه كما تفرّ المعزى إذا شدّ فيها الذئب، وهو يقول: أين تفرون وقد قتلتم أخي؟! أن تفرون وقد فتتم عضدي؟! ثم عاد إلى موقفه منفرداً (4) .
__________________
(1) من ارجوزة آية الله الشيخ محمد حسين الاصفهاني قدسسره .
(2) الدمعة الساكبة 4 / 324.
(3) مقتل الحسين: 270.
(4) إبصار العين: 30.