لم يفتأ شيعة أهل البيت عليهمالسلام كما أنهم يقتصون آثارهم في معارفهم وتعاليمهم يتبركون بتعيين كلّ ما يتعلق بهم من مشهد أو معبد أو مقام، فيتبعونها بالحفاوة والتبجيل، ويرون ذلك من متممات الولاء ولوازم الاتباع والمشايعة.
وهو كما يرون لأنه أما مشهد يزار أو معبد يقصد للعبادة أو محل مسرة فيسرهم ذلك أو موقف مأساة فيستاؤون لهم، وهذا هو التشيع المحض والاقتداء الصحيح.
ومن ذلك ما نشاهده في كربلاء المقدسة من المقام لكفي أبي الفضل اللذين تناقلتهما الألسن، وأخذ حديثهما الخلق عن السلف، والسيرة المستمرة بين الامامية كافية في القطع بثبوت المقامين، ولولا هما لانتقض الأمر في كثير من المشاهد والمعابد والمقامات.
يعد مقام الكف اليمنى في جهة الشمال الشرقي على حدّ محلة باب بغداد ومحلة باب الخان قريباً من باب الصحن المطهر الواقعة في الجهة الشرقية، وعلى جدار المقام شباك صغير، وعلى جبهته بيتان بالفارسية لم يكتب اسم ناظمهما ولا تاريخ البناء ولا موضع الشباك.
والبيتان:
اُفتاد دست راست خدايا زپيكرم | بر دامن حسين برسان دست ديگرم | |
دست چپم بجاست اگر نيسه دست راست | اما هزار حيف كه يك دست بي صداست |
ويقع مقام الكف اليسرى في السوق الصغير القريب من الباب الصغير للصحن الواقعة في الجنوب الشرقي، ويعرف بسوق باب العباس الصغير، وعلى الجدار شباك، وكتب بالقاشاني عليه: هذا نظم الشيخ محمد المعروف بالسراج: