5%

هناك ليلتين، ومنهم من قضى ثلاث ليالي، وأقل من ذلك وأكثر يبيتون على الرصيف، وباب السفارة لا يفتح إلّا نادراً، فالتفت إلى صاحبي وقلت له: هل أنت عازم على السفر إلى كربلاء؟

فقال: عجباً!! ولماذا إذن جئت من مشهد إلى هنا؟!

فقلت له: كيف تريد الذهاب إلى كربلاء ووضع التأشيرة كما ترى؟!

قال: لا أعلم.

قلت: أنا أعرف الحلّ!

قال: وما هو؟

قلت: تنذر ألف صلوات (أي تقول ألف مرة: اللّهمّ صلّ على محمد وآل محمد) لأُم البنين وأنا أيضاً أفعل ذلك وستحصل التأشيرة إن شاء الله.

فنذرنا معاً ألف صلوات على النبي وآله هدية لأُم البنين عليها‌السلام ، ثم وقفنا قليلاً مقابل باب السفارة فلم نر أي طارق يتحرك ذهاباً أو إياباً، دخولاً أو خروجاً، فليس من والج ولا من خارج وكأنّ بناية السفارة على ضخامتها مهجورة وليس فيها ديار.

بصيص أمل:

وفجأة قال صديقي: تذكرت الآن أنّي أحمل رسالة إلى سكرتير السفير الپاكستاني، فلنذهب إليه ونسلمها إياه ما دمنا قد وصلنا إلى هنا ومن ثُمّ نعود إلى هنا لننظر ماذا يكون.

اكترينا سيارة وتوجهنا إلى سفارة الپاكستان، وبالفعل فقد وجدنا الشخص المطلوب وسلمناه الرسالة، وكان استقباله لنا حاراً وقد أحاطنا بالحفاوة والتكريم وسألنا: أين ستذهبون بعد طهران؟