قلنا: لقد عزمنا على الذهاب إلى العراق فيما لو حصلنا على التأشيرة.
فقال: من حسن ال حظ أنّي - أيضاً - أريد أن أذهب إلى العراق فاصبروا هنا قليلاً حتى أهيئ وثائقي ونذهب جميعاً إلى السفارة فآخذ لكم تأشيرة معي.
قال ذلك ودخل غرفته واشتغل بطبع الوثائق.
وبعد فترة خرج من الغرفة وقال: تعطلت آلة الطابعة فأرجو أن تصبروا قليلاً حتى استطيع طباعة الوثيقة ثم أصطحبكما إلى السفارة، قال ذلك ثم دخل الغرفة مرة أُخرى يحاول الاستمرار في الكتابة على آلة الطباعة....
وبعد حين امتلكني القلق على التأشيرة لأن الوقت المعلن لمنح التأشيرات الذي كتبته السفارة العراقية في لوحة إعلاناتها هي الساعة الواحدة بعد الظهر فيما كانت الساعة الحادية عشر ونحن في السفارة الپاكستانية وصاحبنا غائب لا نعلم أين ذهب وماذا حلّ به وبوثائقه، والوقت يمضي بسرعة تحطم الأعصاب، ولكن سرعان ما خرج صاحبنا من الغرفة وهو يحمل رسالة وقال: آسف لا أدري أي مصلحة وراء الأمر فان آلة الطباعة تعطلت تماماً فلم استطع من كتابة الوثيقة الخاصة بي إلّا أنّها عملت بمقدار ما كتبت فيه كتاباً للقنصل العراقي بطلب التأشيرة لكما وأرجو أن توفقا لذلك.
أخذت الرسالة منه فوراً وخرجنا من السفارة واكترينا سيارة وتوجهنا إلى السفارة العراقية، فنظرت إلى ساعتي فإذا هي الثانية عشرة تماماً.
كانت السيارة تسير بسرعة وتلتهم الطريق التهاماً نحو السفارة، وأنا أحدّث نفسي وأقول: إنّ الموانع أمامنا ليست باليسيرة ولا بالقليلة، فكم من مانع يعترضنا:
فأولاً: إنّنا لا ندري أنّ هذه الرسالة موجهة لأي شخص في السفارة، فلا ندري لمن ينبغي تسليمها سيما وأنّ باب السفارة لا تفتح لأحد من الناس.