قال الواقدي: صلّى النبي صلىاللهعليهوآله أول صلاة عيد في المدينة في السنة الثانية للهجرة، فخرج إلى الصحراء، فبني في ذلك الموضع مسجداً في القرن الثاني للهجرة.
وقيل في سبب تسمية المسجد بمسجد الغمامة: إنّ النبي صلىاللهعليهوآله استسقى هناك ودعا، فلمّا أتمّ دعاءه تجمع الغمام وهطل المطر.
إشارة إلى مباهلة النبي صلىاللهعليهوآله لنصارى نجران حيث خرج صلىاللهعليهوآله يباهلهم ومعه أمير المؤمنين عليهالسلام وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ، فأنزل الله تعالى ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) (1) .
وقد تظافرت الروايات عن طرق الخاصة والعامة أنّ المراد من «أبناءنا» الحسن والحسين، و «نساءنا» فاطمة عليهاالسلام ، و «أنفسنا» أمير المؤمنين عليهالسلام ، فكانت هذه الآية الشريف خاصة بالأنوار الخمسة.
يبعد هذا المسجد فرسخ ونصف الفرسخ عن المدينة تقريباً، وإنّما سمي بـ «مسجد الشجرة» لوجود أشجار السدر في المنطقة التي فيها المسجد.
وقد اكتسب هذا المسجد أهمية خاصة من خلال موقعه الخاص، حيث أحرم منه النبي صلىاللهعليهوآله لحجة الوداع، وهو الآن ميقات الحجاج الايرانيين - وغيرهم - للعمرة المفردة وللحج لمن يقصد المدينة قبل أعمال الحج.
__________________
(1) سورة آل عمران: الآية 61.