وقد دفن في البقيع أربعة من الأئمة الأبرار الأطهار وهم:
وهو أكبر أولاد أمير المؤمنين عليهالسلام وفاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يسميه وأخاه الحسين عليهالسلام «ابناي»، ولذا كان أمير المؤمنين عليهالسلام يقول لأولاده «أنتم أولادي، والحسن والحسين أولاد رسول الله صلىاللهعليهوآله » (1) .
ولد الامام الحسن عليهالسلام في المدينة المنورة سنة (3) للهجرة، وأدرك جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآله سبع سنين، وعاش في حجره الشريف وتحت ظله المنيف، يرفل بالحب والحنان الخاص الذي أحاطه به جدّه.
وبعد وفاة جدّه - ومن بعده وفاة أمه الصديقة الطاهرة التي كانت أسرع أهل بيته لحوقاً به - عاش الامام الحسن عليهالسلام في كنف أبيه أمير المؤمنين عليهالسلام حتى استشهد سيد الأوصياء، فكانت الامامة لولده الحسن نصاً من جدّه وأبيه حيث بقي ستة أشهر إماماً ظاهراً على الخلق، ومعاوية يحاربه أشدّ المحاربة طمعاً في الخلافة التي كان يحلم بها هو وأسلافه، فرفع قميص عثمان، وأخذ يطالب بدمه، ثم أعلن عن طمعه وكشر عن أنيابه، مطالباً بالخلافة، ودارت رحى الأيام فاضطر الامام الحسن عليهالسلام في ظروف خاصة للصلح، ولكن ضمن شروط اتفق عليها الطرفان.
منها: أن ترجع الخلافة إلى الحسن عليهالسلام أو أخيه الحسين بعد وفاة معاوية.
ومنها: أن لا يتعرض معاوية للامام ولأصحابه وشيعته وأهل بيته بأي سوء أو أذى (2) .
فلمّا تربع معاوية على عرش الحكم تنكر للامام عليهالسلام ، ودخل الكوفة وأعلن فيها
__________________
(1) أنظر: مناقب لابن شهر آشوب 4 / 21 و 25، ذخائر العقبى: 67 و 121.
(2) أنظر: ارشاد المفيد: 173.