ولد الامام الخامس عليهالسلام سنة (83 هـ)، وتوفي مسموماً بأمر المنصور العباسي سنة (148 هـ).
وكانت ولادته عليهالسلام يوم الاثنين (17 ربيع الأول) يوم ولادة الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله ، وهو يوم عظيم البركة، جليل القدر، له فضل كبير.
وكانت إمامته في زمن إنحلال الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية، فكانت الأولى ضعيفة تعيش سكرات الموت، والثانية ضعيفة؛ لأنّها جديدة عهد، لم يشتد عودها.
فكانت فرصة بثّ الامام عليهالسلام علومه ومعارفه، وربّى الكثير من رجال الشيعة من أمثال زرارة، ومحمد بن مسلم، ومؤمن الطاق، وهشام بن الحكم، وابن بن تغلب، وجابر بن حيان الكوفي، وغيرهم، بل وانتهل من معينه أئمة المذاهب الأخرى وعلماؤهم من قبيل: سفيان الثوري، وأبي حنيفة إمام المذهب الحنفي.
وقد خلّف لنا تراثاً ضخماً تربو عدد أحاديثه وأحاديث أبيه الباقر على مجموع ما روي لنا من آبائه وأبنائه عليهمالسلام .
وابتلي في أواخر عصره بالمنصور العباسي المعروف بقساوته وضراوته، فطارد العلويين، وأودع ذرية رسول الله قعر السجون وظلم المطامير، وحاول قتل الامام عليهالسلام عدة مرات، وعزم على ذلك حتى دسّ اليه السم، فقتله شهيداً مظلوماً مسموماً، وبعث إلى واليه على المدينة يأمره أن يحضر في بيت الامام، ويطّلع على وصيته ليعرف من هو الامام من بعده، فيضرب عنقه في المجلس، وينهي بذلك قصة الامامة، فلما فتحوا وصية الامام عليهالسلام شاهت وجوههم، وخابت آمالهم الشيطانية حيث وجدوا الامام عليهالسلام قد أوصى إلى الخليفة ووالي المدينة وعبد الله الأفطح وموسى ابني الامام عليهالسلام وحميدة (1) .
__________________
(1) أنظر: أصول الكافي 1 / 310، الفصول المهمة: 212، دلائل الامامة: 111، إثبات الوصية: 142.