5%

ولهذا عندما رفض أهالي قرية «الفصول» من ضواحي الاحساء بيعة هذا الرجل الشاذ هجم عليهم وقتل ثلاثمائة رجل، ونهب أموالهم وثرواتهم (1) .

وأخيراً... مات محمد بن عبد الوهاب عام (1206 هـ) (2) ، ولكن أتباعه واصلوا طريقه وأحيوا بدعه وضلاله.

* * *

بعض جرائم الوهابيين:

ففي عام (1216 هـ) أعدّ الأمير سعود - الوهابي - جيشاً ضخماً يتألف عن عشرين ألفاً، وشنوا هجوماً عنيفاً على مدينة كربلاء المقدسة بالعراق، وكانت كربلاء - ولا زالت - مدينة مقدسة لها شهرة بالغة، ومحبة في قلوب المؤمنين، ويقصدها الزوار بمختلف جنسياتهم من إيرانيين وأتراك وعرب وغيرهم فحاصر الجيش الوهابي هذه المدينة المقدسة ثم اقتحمها ودخلها، وأكثر فيها القتل والنهب والفساد والخراب.

وقد ارتكب الوهابيون في مدينة كربلاء المقدسة جرائم وفجائع لا توصف، فقد قتلوا خمسة آلاف مسلم أو أكثر وقيل: إنّهم قتلوا «20» الفاً.

وعندما انتهى الأمير سعود من العمليات الحربية هناك عمد إلى خزانة الامام الحسين بن علي عليه‌السلام ، وكانت مليئة بالذهائر النفيسة والهدايا القيمة التي أهداها الملوك والأمراء وغيرهم إلى الروضة المقدسة، فابتزها نهباً.

وبعد هذه الفاجعة الأليمة اتخذت مدينة كربلاء لنفسها طابع الحزن حتى نظم الشعراء قصائد كثيرة في رثائها (3) .

__________________

(1) تاريخ المملكة العربية السعودية 1 / 51.

(2) الأقوال متعددة في سنة ولادة محمد بن عبد الوهاب ومماته.

(3) عن تاريخ كربلاء للدكتور عبد الجواد الكيدار: 172 - 173.