بقيت أسماء في الحبشة مع جعفر وأبنائه إلى السنة السابعة للهجرة وقدم على النبي صلىاللهعليهوآله في قلاع خيبر مع جماعة، فلما قدم على رسول الله صلىاللهعليهوآله قال صلىاللهعليهوآله : «ما أدري بأيهما أنا أسر بفتح خيبر أو بقدوم جعفر» (1) .
ثم نظر إلى جعفر وبكى وقال له: «ألا أمنحك؟ ألا أعطيك؟ ألا أحبوك؟! فقال: بلى يا رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فعلّمه الصلاة المعروفة باسم «صلاة جعفر»، وفضلها معروف، وهي مذكورة في كتب الأدعية والأخبار».
والعاقبة أنّ جعفر استشهد في البلقاء في أقصى أرض يثرب والحجاز على حدود الشام في جمادى الآخرة سنة ثمان للهجرة مع زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة، ووجد في جسده تسعون جراحة.
وأخبر جبرئيل النبي في المدينة بمقتل جعفر، فبكى صلىاللهعليهوآله ودعى لذريته فقال: «اللهم إنّ جعفر قدم اليك فاخلفه في ذريته بأحسن ما خلفت أحداً من عبادك» (2) .
وبشّر أسماء بنت عميس أنّ الله أعطى جعفراً جناحين يطير بهما في الجنة، ثم أمر سلمى أن تصنع طعاماً شهياً من الشعير والزيت وتطعم أيتام جعفر، وكان يصحبهم معه أينما ذهب ثلاثة أيام يدور بهما على نسائه (3) .
وكان جعفر أشبه الناس برسول الله صلىاللهعليهوآله خَلقاً وخُلقاً، وكان يكنى «أبو المساكين» لأنه كان يحبهم ويطعمهم (4) .
استشهد جعفر فأخلف على أسماء بنت عميس أبو بكر بن أبي قحافة، فولدت له
__________________
(1) البحار 21 / 25 ح 22 باب 22.
(2) البحار 21 / 56 ح 8.
(3) أنظر: البحار 21 / 55 ح 8 باب 24.
(4) البحار 22 / 275 ح 5.