وروى التنوخي عن أبي الفرج أنّ الأذان في عصرهم كان ينادى به بـ «حي على خير العمل» (1) .
وروى في البداية والنهاية: أنّ صلاح الدين لما استقرت له دمشق بحذافيرها نهض إلى حلب سرعاً، فنزل على جبل «جوشن»، ثم نودي في أهل حلب بالحضور في ميدان باب العراق، فاجتمعوا، فأشرف عليهم ابن الملك نور الدين، فتودد اليهم وتباكى لديهم وحرضهم على قتال صلاح الدين، وذلك عن إشارة الأمراء المقدمين، فأجابه أهل البلد بوجوب طاعته على كلّ أحد، وشرط عليه الروافض منهم أن يعاد الأذان بـ «حي على خير العمل» وأن يذكر في الأسواق....
فاجيبوا إلى ذلك كلّه فأذّن بالجامع وسائر البلد بـ «حي على خير العمل» (2) .
وروى الحلبي: أنّ الأذان كان بـ «حي على خير العمل» في زمن آل بويه في أذان الشيعة، فلمّا حكم السلجوقيون ألزموا الشيعة بترك الأذان بـ «حي على خير العمل» وأمروا أن ينادي مؤذنهم في أذان الصبح بعد حي على الفلاح «الصلاة خير من النوم» مرتين... (3) .
اقتدى العامة بعمر فتركوا «حي على خير العمل» ونادوا مكانها بـ «الصلاة خير من النوم».
والتثويب أن يقول في أذان الفجر: «الصلاة خير من النوم» (4) .
__________________
(1) نشوار المحاضرة 2 / 133.
(2) البداية والنهاية، المجلد 6 الجزء 12 / 309 في أحداث سنة (570).
(3) أنظر: البداية والنهاية 6 / 73 أحداث سنة (448).
(4) سنن الترمذي 1 / 127 باب 145 ذيل ح 198.