«الصلاة خير من النوم» وترك «حي على خير العمل» (1) .
والحال؛ أنّ عشرات الأخبار الواردة عن طرق العامة تؤكد أنّ «الصلاة خير من النوم» لم تكن على عهد النبي صلىاللهعليهوآله .
قال البيهقي: «قال الشيخ: وهذه اللفظة لم تثبت عن النبي صلىاللهعليهوآله فيما علّم بلالاً وأبا محذورة، ونحن نكره الزيادة وبالله التوفيق» (2) .
ولو تتبعنا كتب الحديث والفقه والتاريخ عند أهل السنة لوجدنا تناقضاً مذهلاً واختلافاً مدهشاً في تحديد العبارة بعد قول «حي على الفلاح» في الأذان، بعد الاقرار من الجميع أنها كانت على عهد النبي صلىاللهعليهوآله «حي على خير العمل» وكذا في عهد أبي بكر وصدراً من أيام عمر، وإنّما حذفها الأخير خوفاً من توجه العامة إلى الصلاة وتركهم العبادة، واستبدلها بـ «الصلاة خير من النوم» لئلا يكون مكانها فارغاً مثيراً، وحينئذٍ انبرى الانتهازيون والنفعيون من المرتزقة فوضعوا الأحاديث المتناقضة لعلهم ينسبوا بدعة عمر إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فتخرج عن دائرة الابتداع إلى دائرة المشروعية، كما هو صنيعهم مع بدعه الأخرى.
ومن القصص النادرة المرتبطة بـ «حي على خير العمل» بنحو ما: ما رواه أبو الفرج في «مقاتل الطالبين» من أنّ «حي على خير العمل» كانت شعار الثورة المتفق عليه بين أنصار الحسين بن علي صاحب فخ.
فلما أراد الخروج اتجه إلى مسجد النبي صلىاللهعليهوآله ، فلما أذن المؤذن لصلاة الصبح
__________________
(1) سنن البيهقي 2 / 198.
(2) سنن البيهقي 2 / 198، وأنظر سنن الترمذي 1 / 127، كنز العمال 8 / 355 - 357، موطأ مالك: 69، سنن الدار قطني 1 / 236.