دخلوا المسجد ثم نادوا «أحد.. أحد» وصعد عبد الله بن الحسن الأفطس المنارة التي عند رأس النبي صلىاللهعليهوآله عند موضع الجنائز فقال للمؤذن: أذن بـ «حي على خير العمل» فلما نظر إلى اسيف في يده أذن بها وسمعه «العمري» - والي المدينة - فأحس بالشر ودهش وصاح: اغلقوا البغلة - أي الباب - وأطعموني حبتي ماء.
قال علي بن ابراهيم في حديثه: فولده إلى الآن بالمدينة يعرفون ببني حبتي ماء (1) .
الشهادة الثالثة في الأذان هي أن يقال «أشهد أنّ علياً ولي الله» أي الشهادة بالولاية لأمير المؤمنين عليهالسلام بعد الشهادة بالتوحيد والشهادة بالنبوة للنبي الأكرم صلىاللهعليهوآله .
ومن الشائع اليوم أن ترفع هذه ال شهادة في الأذان والاقامة في جميع المناطق التي يقطنها الشيعة.
ويمكن استشفاف التاريخ لمعرفة أنّ هذه الشهادة رفعت في الأذان منذ عهد النبي صلىاللهعليهوآله وقد أقرها النبي وأمضاها.
روى الشيخ المراغي المصري في كتاب «السلافة في أمر الخلافة»:
إنّ سلمان الفارسي ذكر في الأذان والاقامة الشهادة بالولاية لعلي بعد الشهادة بالرسالة في زمن النبي صلىاللهعليهوآله ، فدخل رجل على رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال: يا رسول الله سمعت أمراً لم أسمع قبل ذلك؟!
فقال صلىاللهعليهوآله : ما هو؟
فقال: سلمان قد يشهد في أذانه بعد الشهادة بالرسالة الشهادة بالولاية لعلي؟
فقال صلىاللهعليهوآله : سمعتم خيراً.
__________________
(1) مقاتل الطالبين: 375.