عميس وليلى لم يخرجن إلى أحد بعده، وهذه الأربع حرائر توفي عنهم سيد الوصيين (1) .
وقد خطب المغيرة بن نوفل أمامة ثم خطبها أبو الهياج بن أبي سفيان بن الحارث، فامتنعت وروت حديثاً عن علي عليهالسلام أن أزواج النبي والوصي لا يتزوجن بعده، فلم يتزوجن الحرائر وأمهات الأولاد عملاً بالرواية (2) .
وكانت أم البنين من النساء الفاضلات العارفات بحق أهل البيت عليهمالسلام ، مخلصة في ولائهم، ممحضة في مودتهم (3) ، وقد بقيت وفية لزوجها بعد استشهاده كما كانت وفية له في حياته.
وقد توفى عنها أمير المؤمنين عليهالسلام وكان أكبر أولادها العباس لم يبلغ الخامسة عشرة من عمره، حيث تلفع هو وأخوته الصغار بغبار اليتم وذاقوا مرارة فقد الأب وهم في مقتبل العمر.
قامت السيدة أم البنين برعاية سبطي رسول الله صلىاللهعليهوآله وريحانتيه وسيد شباب أهل الجنة الحسن والحسين عليهالسلام ، وقد وجدا عندها من العطف والحنان ما عوضهما من الخسارة الأليمة التي مُنيا بها بفقد أمها سيدة نساء العالمين، فقد توفيت وعمرها كعمر الزهور، فترك فقدها اللوعة والحزن في نفسيهما.
لقد كانت السيدة أم البنين تكن في نفسها من المودة والحب للحسين والحسين عليهماالسلام ما لا تكنّه لأولادها اللذين كانوا ملء العين في كمالهم وآدابهم.
__________________
(1) كشف الغمة: 32، الفصول المهمة: 145، المناقب لابن شهر آشوب 2 / 76، مطالب السؤول: 63.
(2) المناقب (لابن شهر آشوب) 2 / 76.
(3) العباس (للمقرم): 132 - 133.