المدربة على الحروب، وكان النبي صلىاللهعليهوآله كلّما ركبها عادت قوية شابة بقوة الله وإعجاز النبي صلىاللهعليهوآله .
فلما توفي النبي صلىاللهعليهوآله انتقلت إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ومن ثم إلى السبطين عليهماالسلام ومن ثم صار العقاب إلى أبي الفضل العباس، والمرتجز إلى علي الأكبر عليهالسلام ، وذو الجناح إلى أبي عبد الله الحسين عليهالسلام .
وكان أبو الفضل العباس اذا ركب العقاب واقتحم الميدان أشرف على الجيش لطول قامته وارتفاع هامته.
قال أبو مخنف: لما كتب ابن زياد كتابه إلى عمر بن سعد بالتعجيل لحرب الحسين عليهالسلام ، وقبضه شمر بن ذي الجوشن قام هو وعبد الله بن أبي المحل بن حزام الكلابي.
فقال عبد الله: أصلح الله الأمير؛ إنّ بني أختنا أم البنين: العباس وعبد الله وجعفر وعثمان مع الحسين عليهالسلام ، فان رأيت أن تكتب لهم أماناً فعلت.
قال ابن زياد: نعم - ونعمة عين - فأمر كاتبه فكتب لهم أماناً...
فبعث به عبد الله بن أبي المحل مع مولى له يقال له «كزمان» (1) .
ولما قدم عليهم «كزمان» مولى عبد الله بن أبي المحل دعاهم فقال: هذا أمان بعث به خالكم.
فقال له الفتية: أقرأ خالنا السلام وقل له: أن لا حاجة لنا في أمانكم، أمان الله خير من أمان ابن سمية (2) .
__________________
(1) مقتل أبي مخنف: 186 (مع الترجمة الفارسية).
(2) مقتل أبي مخنف: 188.