المهيار الدسليمي
قال يرثي الحسين عليهالسلام في شهر المحرم سنة اثنتين وتسعين وثلثمائة:
مَشين لنا بين ميلٍ وهيفِ | فقل في قناةٍ وقل في نزيف (1) | |
على كل غصنٍ ثمارُ الشبا | بِ من مجتنيه دواني القطوفِ | |
ومن عجب الحسنِ أن الثقيـ | ـل منه يُدلّ بحمل الخفيف | |
خليليّ ما خُبر ما تبصرا | ن بين خلاخيلها والشنوف | |
سلاني به فالجمال اسمه | ومعناه مفسدةً للعفيف | |
أمن « عربية » تحت الظلام | تولّجُ ذاك الخيالِ المطيف؟ | |
سرى عينها أو شبيهاً فكا | د يفضح نومي بين الضيوف | |
نعم ودعا ذكرَ عهدِ الصبا | سيلقاه قلبي بعهدٍ ضعيف | |
« بآل عليّ » صروف الزمان | بسطنَ لساني لذمّ الصروف | |
مصابي على بُعد داري بهم | مصابُ الأليف بفقد الأليف | |
وليس صديقي غيرَ الحزين | ليوم « الحسين » وغير الأسوف | |
هو الغصن كان كميناً فهبّ | لدى « كربلاء » بريح عصوفِ | |
قتيلٌ به ثار غلّ النفوس | كما نغر الجرح حكّ القروف | |
بكل يدٍ أمس قد بايعته | وساقت له اليوم أيدي الحتوف |
__________________
1 - عن ديوان المهيار، طبع مصر.