21%

العلويين وكانوا خائفين أيام أبيه، وأطلق وقوفهم، وأمر بردّ فدك إلى ولد الحسن والحسين ابني علي بن أبيطالب عليه‌السلام .

وذكر أن المنتصر لمّا ولي الخلافة كان أول ما أحدث أن عزل والي المدينة صالح بن علي، واستعمل عليها علي بن الحسن (1) بن إسماعيل بن العباس بن محمد، قال علي: فلما دخلت أودّعه قال لي: يا علي، إنّي اُوجّهك إلى لحمي، ودمي - ومدّ جلد ساعده - وقال: إلى هذا اُوجهك، فانظر كيف تكون للقوم، وكيف تعاملهم - يعني آل أبي طالب - فقال: أرجو أن أمتثل أمر أمير المؤمنين إن شاء اللّه، فقال: إذن تسعد عندي (2) .

ومات المنتصر رحمه‌الله في ربيع الآخر سنة 248 لعلّة لم تمهله طويلاً، وقيل: بل فصده الطبيب بمبضع مسموم فمات منه (3) .

5 - المستعين:

وهو أحمد بن المعتصم، أخو الواثق والمتوكل، بويع سنة 248 هـ، وقتل سنة 252 هـ، وكان مستضعفا في رأيه وعقله وتدبيره، وكانت أيامه كثيرة الفتن، ودولته شديدة الاضطراب حتى خلع ثمّ قتل (4) .

وكانت البيعة له بعد أن خلع المنتصر أخويه المؤيد والمعتز من ولاية العهد، بتدبير من أحمد بن الخصيب والاتراك، خوفاً من أن يلي أحدهما فيقتلهم

__________________

(1) في تاريخ الطبري 9: 254 (علي بن الحسين).

(2) الكامل في التاريخ 6: 149 حوادث سنة 248، وراجع أيضا: تاريخ ابن الوردي 1: 315، سير أعلام النبلاء 12: 42، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 276.

(3) الكامل في التاريخ 6: 148.

(4) الفخري في الآداب السلطانية: 241.