7%

الجوسق وبايعوه بالخلافة، وصارت بغداد مسرحا للاقتتال والخراب والسلب والنهب بين جيش المعتز ومؤيدي المستعين، حتى انتهى القتال بخلع المستعين لنفسه من الخلافة سنة 252 هـ، وكان نتيجة ذلك القتال أن خربت الدور والحوانيت والبساتين، ونهبت الأسواق والأموال وتردت الأحوال الاقتصادية والاجتماعية بشكل لم يسبق له مثيل.

ثمّ إن المعتز سيّر المستعين إلى واسط، فأقام بها نحو تسعة أشهر محبوسا موكلاً به أمين، ثمّ أرسل المعتز إلى أحمد بن طولون أن يذهب إلى المستعين فيقتله فأبى، فندب له سعيد بن صالح الحاجب فحمله إلى سامراء فذبحه وحمل إليه برأسه، فأمر لسعيد بخمسين ألف درهم وولاه معونة البصرة (1) .

6 - المعتز:

وهو الزبير أو محمد بن المتوكل بن المعتصم، بويع له عند خلع المستعين سنة 252 هـ، وله عشرون سنة أو دونها (2) .

وفي زمانه تعرض الكثير من الطالبيين إلى المطاردة والحبس والترحيل، فقد حُمِل في أيامه من الري علي بن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد، ومات في حبسه (3) .

وفي نفس السنة التي بويع له فيها حمل جماعة من الطالبيين إلى سامراء، منهم: أبو أحمد محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن علي بن

__________________

(1) راجع: مروج الذهب 4: 417، الكامل في التاريخ 6: 185، البداية والنهاية 11: 11، تاريخ ابن الوردي 1: 316.

(2) سير أعلام النبلاء 12: 532.

(3) مروج الذهب 4: 429.