21%

ثلاث سنين حتى قتل المتوكل ولم يجتمع معه عليه » (1) .

رابعاً - هداية الخلق إلى الخالق:

سجلت لنا كتب الحديث بعض آثار الامام الهادي عليه‌السلام في دعوته إلى الاصلاح والارشاد في أوساط الامة المختلفة، سواء من خلال التأثر بسيرته العملية المتمثلة بمكارم أخلاقه وتواضعه وإحسانه وهديه وزهده وعبادته وصلاحه، أو من خلال وعظه وإرشاده وبركة تفوقه العلمي وكراماته التي حباها الله له، وكان من أبرز آثار ذلك أنه استطاع أن ينقذ جماعة ممن أغرتهم الدنيا فانحرفوا عن جادة الطريق، فجعلهم يتركون ما هم فيه ويهتدون إلى ساحل الأمان ويخرجون من ظلمات الجهل والضلال إلى نور العلم وصراط الهداية.

وكان من بين من أرشدهم الامام عليه‌السلام بعد انحرافهم عن خط الامامة، أبو الحسن سعيد بن سهل البصري المعروف بالملاح، الذي كان يقول بالوقف، فالتقى به الامام الهادي عليه‌السلام في بعض الطرق فقال له: « إلى كم هذه النومة؟ أما آن لك أن تنتبه منها؟ » فأثرت هذه الكلمة في نفسه ورجع إلى الحق (2) .

ومنهم الفتح بن يزيد الجرجاني، وقد كان من الغلاة، وضمه وأبا الحسن عليه‌السلام الطريق حين منصرفه من مكة إلى خراسان، والامام عليه‌السلام صائر إلى العراق، ففرج عنه الامام عليه‌السلام وكشف ما لبسوا عليه وأوقعوا في خلده من أن

__________________

(1) أصول الكافي1: 501 / 8 - باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما‌السلام من كتاب الحجة، الارشاد / الشيخ المفيد 2: 307، المناقب / ابن شهر آشوب 4: 409.

(2) المناقب / ابن شهر آشوب 4: 407.