بكى الرضا عليهالسلام بكاءً شديدا، ثم رفع رأسه إليّ فقال لي: يا خزاعي، نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين، فهل تدري من هذا الإمام، ومتى يقوم؟ فقلت: لا يا مولاي، إلاّ أني سمعت بخروج إمام منكم يطهر الأرض من الفساد، ويملأها عدلاً كما ملئت جورا.
فقال: يا دعبل، الإمام بعدي محمد ابني، وبعد محمد ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره... » (1) .
فيما يلي نعرض أهم النصوص الواردة عن أبيه عليهالسلام في النص عليه والإشارة إليه بالإمامة من بعده.
1 - عن إسماعيل بن مهران، قال « لما خرج أبو جعفر عليهالسلام من المدينة إلى بغداد في الدفعة الاولى من خرجتيه، قلت له عند خروجه: جعلت فداك، إني أخاف عليك في هذا الوجه، فإلى من الأمر بعدك؟ فكر بوجهه إلى ضاحكاً وقال: ليس الغيبة حيث ظننت في هذه السنة. فلما اخرج به الثانية إلى المعتصم صرت إليه فقلت له: جعلت فداك، أنت خارج فإلى من هذا الأمر من بعدك؟ فبكى حتى اخضلت لحيته، ثم التفت إلي فقال: عند هذه يخاف علي، الأمر من بعدي إلى ابني علي » (2) .
__________________
(1) إكمال الدين: 372 / 6 باب 35، عيون أخبار الرضا 2: 296 / 35 الباب 66، ينابيع المودة 3: 348 الباب 86، فرائد السمطين 2: 337 / 591.
(2) اُصول الكافي 1: 323 / 1 باب الاشارة والنص على أبي الحسن الثالث عليهالسلام ، الارشاد 2: 298.