« اعتل المتوكل في أول خلافته، فقال: لئن برئت لأتصدقن بدنانير كثيرة، فلما برئ جمع الفقهاء فسألهم عن ذلك فاختلفوا، فبعث إلى علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر، فسأله فقال: يتصدق بثلاث وثمانين ديناراً. فعجب قوم من ذلك، وتعصب قوم عليه وقالوا: تسأله يا أمير المؤمنين من أين له هذا؟ فرد الرسول إليه، فقال له: قل لأمير المؤمنين: في هذا الوفاء بالنذر، لأن الله تعالى قال: « لقد نصركم الله في مواطن كثيرة » (1) . فروى أهلنا جميعاً أن المواطن في الوقائع والسرايا والغزوات كانت ثلاثة وثمانين موطناً، وأن يوم حنين كان الرابع والثمانين، وكلما زاد أمير المؤمنين في فعل الخير كان أنفع له وأجرى (2) عليه في الدنيا والآخرة » (3) .
عن كتاب الاستدراك: « نادى المتوكل يوماً كاتباً نصرانياً: أبا نوح، فأنكروا كنى الكتابيين، فاستفتى فاختلف عليه، فبعث إلى أبي الحسن عليهالسلام ، فوقع عليهالسلام : ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ) (4)، فعلم المتوكل أنه يحل ذلك، لأن الله قد كنى الكافر » (5) .
روى الخطيب البغدادي بالاسناد عن محمد بن يحيى المعاذي، قال: « قال
__________________
(1) سورة التوبة: 9 / 24.
(2) في تاريخ بغداد: وآجر.
(3) تاريخ بغداد 12: 57 / 6440، الأنساب / السمعاني 4: 194.
(4) سورة المسد: 111 / 1.
(5) بحار الأنوار 10: 391 / 4.