7%

وكان عليه‌السلام حين يسجد سجدة الشكر يفترش ذراعيه ويلصق جؤجؤه وبطنه بالأرض، وحين سئل عن ذلك قال: « كذا نحبّ » (1) .

ثالثا - الزهد:

الزهد والورع من المظاهر البارزة في سيرة الامام الهادي عليه‌السلام ، مثله في ذلك مثل آبائه المعصومين عليهم‌السلام ، فكان عليه‌السلام مثالاً للزهد والاعراض عن زخارف الدنيا وحطامها، والرغبة فيما أعدّه اللّه له في دار الخلود من النعيم والكرامة.

ولم يحفل بمظاهر الحياة الفانية ونعيمها الزائل ومتعها الزائفة، بل اتجه إلى الله تعالى ورغب فيما أعده له في دار الخلود من النعيم والكرامة، وآثر طاعة الله تعالى على كل شيء.

نقل ابن أبي الحديد عن المفاخرة بين بني هاشم وبني أمية للجاحظ، قال: وأين أنتم عن علي بن محمد الرضا، لابس الصوف طول عمره مع سعة أمواله وكثرة ضياعه وغلاته (2) .

وداهمت قوات السلطة العباسية في زمان المتوكل داره عليه‌السلام في المدينة المنورة، ففتشوها فلم يجدوا فيها شيئاً من متاع الدنيا وزخرفها.

قال يحيى بن هرثمة، وهو الموكل بإشخاص الامام عليه‌السلام من المدينة إلى سامراء بأمر المتوكل: كان ملازماً للمسجد، ولم يكن عنده ميل إلى الدنيا، وقد فتشت منزله فلم أجد فيه إلا مصاحف وأدعية وكتب العلم (3) .

وفي سامراء اقتحم داره ليلاً جماعة من الأتراك من جند المتوكل، فوجدوه

__________________

(1) الكافي3: 324 / 15 كتاب الصلاة باب25، التهذيب2: 85 / 312 / 80 باب8. وفيه: كذا يجب.

(2) شرح ابن أبي الحديد 15: 273.

(3) تذكرة الخواص: 322، مروج الذهب 4: 422.