يفوق في المعروف صوب الحيا | الساري بإبراق وإرعاد | |
في البأس يردي شأفة المعتدي | بصولة كالأسد العادي | |
وفي الندى يجري إلى غاية | بنفس مولى العرف معتاد | |
يعفو عن الجاني ويعطي المنى | في حالتي وعد وإيعاد | |
كأن ما يحويه من ماله | دراهم في كفّ نقّاد | |
مبارك الطلعة ميمونها | وماجد من نسل أمجاد | |
من معشر شادوا بناه العلى | كبيرهم والناشي الشادي | |
كأنما جودهم واقف | لمبتغى الجود بمرصاد | |
عمت عطاياهم وإحسانهم | طلاع أغوار وأنجاد (1) |
ضرب الامام الهادي عليهالسلام أمثلة واضحة في العفو والصفح عن المسيئين، ومقابلة الاساءة بالاحسان، والصبر على كيد الأعداء والمناوئين، ويكفي مثالاً على سعة حلمه موقفه من بريحة عامل المتوكل على المدينة الذي كان يقصد الامام عليهالسلام بالاساءة والوشاية والتهديد، ومع ذلك فإنه عليهالسلام قابل ذلك بالعفو وكظم الغيظ.
ذكر المسعودي أن أبا الحسن عليهالسلام حين توجه الى العراق، وصار في بعض الطريق، قال له بريحة: قد علمت وقوفك على أني كنت السبب في حملك، وعليَّ حلف بأيمان مغلظة لئن شكوتني إلى أمير المؤمنين أو إلى أحد من خاصّته وأبنائه، لأجمرنّ عيون ضيعتك، ولأفعلن وأصنعن.
__________________
(1) كشف الغمة / الشيخ علي بن عيسى الاربلي 3: 190.