7%

وأنتم مقيمون، وفي انصرافكم وأنتم منصرفون، ولم تكونوا في شيء من أموركم مكرهين، ولا إليه مضطرين، لعلك ظننت أنه قضاء حتم وقدر لازم، لو كان ذلك كذلك لبطل الثواب والعقاب، ولسقط الوعد والوعيد، ولما ألزمت الأشياء (1) أهلها على الحقائق، ذلك مقالة عبدة الأوثان وأولياء الشيطان، إن الله جل وعز أمر تخييراً ونهى تحذيراً، ولم يطع مكرهاً، ولم يعص مغلوباً، ولم يخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلاً « ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار » (2) . فقام الشيخ فقبل رأس أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وأنشأ يقول:

أنت الامام الذي نرجو بطاعته

يوم النجاة من الرحمن غفرانا

أوضحت من ديننا ما كان ملتبسا

جزاك ربك عنا فيه رضوانا

فليس معذرة في فعل فاحشة

قد كنت راكبها ظلما وعصيانا

فقد دلّ أمير المؤمنين عليه‌السلام على موافقة الكتاب، ونفى الجبر والتفويض اللذين يلزمان من دان بهما وتقلدهما الباطل والكفر وتكذيب الكتاب، ونعوذ بالله من الضلالة والكفر، ولسنا ندين بجبر ولا تفويض، لكنا نقول بمنزلة بين المنزلتين، وهو الامتحان والاختيار بالاستطاعة التي ملكنا الله وتعبدنا بها، على ما شهد به الكتاب، ودان به الأئمّة الأبرار من آل الرسول صلوات الله عليهم.

مثل الاختبار بالاستطاعة:

ومثل الاختبار بالاستطاعة مثل رجل ملك عبداً، وملك مالاً كثيراً،

__________________

(1) في نسخة من المصدر: الأسماء.

(2) سورة صآ: 38 / 27.