ورسوله، وإذا نقص العبد منها خلة كان العمل عنها مطروحاً بحسب ذلك ».
وأخيراً ختم الامام عليهالسلام رسالته بايراد المزيد من الشواهد القرآنية على الفتنة والبلوى التي بمعنى الاختبار، مبيناً أن الله جل وعز لم يخلق الخلق عبثاً، ولا أهملهم سدى، ولا أظهر حكمته لعباً، فالاختبار من الله بالاستطاعة التي ملكها عبده، وهو القول بين الجبر والتفويض، وبهذا نطق القرآن، وجرت الأخبار عن الأئمّة من آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم .
ثم كتب عليهالسلام : « فإن قال قائل: فلم يعلم الله ما يكون من العباد حتى اختبرهم؟ قلنا: بلى، قد علم ما يكون منهم قبل كونه، وذلك لقوله: ( وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ ) (1)، وإنما اختبرهم ليعلمهم عدله ولا يعذبهم إلا بحجة بعد الفعل، وقد أخبر بقوله: ( وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا ) (2)، وقوله: ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا ) (3)، وقوله: ( رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ) (4)، فالاختبار من الله بالاستطاعة التي ملكها عبده، وهو القول بين الجبر والتفويض، وبهذا نطق القرآن، وجرت الأخبار عن الأئمّة من آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم .
فإن قالوا: ما الحجة فى قول الله: ( يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ) (5) وما أشبهها؟ قيل: مجاز هذه الآيات كلها على معنيين: أما
__________________
(1) سورة الأنعام: 6 / 28.
(2) سورة طه: 20 / 134.
(3) سورة الاسراء: 17 / 15.
(4) سورة النساء 4: 165.
(5) سورة النحل: 16 / 93.