7%

هي جحدت وأنكرت لزمها الخروج من الملة » (1) .

خلق القرآن:

لقد اُثيرث مسألة خلق القرآن منذ زمان المأمون، فقد ابتدعها الحكم العباسي، وأثاروها للقضاء على خصومهم، وقد قتل خلق كثيرون من جرائها، وانتشرت الأحقاد والأضغان بين المسلمين.

وانقسم العلماء فيها إلى قسمين؛ فمنهم من قال بقدم كلام اللّه سبحانه، ومنهم من قال بحدوثه، مما أدّى إلى خلق فتنة ومحنة راح ضحيتها الكثير من الأعلام، وكان جواب الأئمّة عليهم‌السلام المعاصرين لتلك المحنة واضحا، يقوم على اعتبار الجدال في القرآن بدعة مع التفريق بين كلام اللّه تعالى وبين علمه، فكلامه تعالى محدث وليس بقديم، قال تعالى: ( مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ‌ مِّن رَّ‌بِّهِم مُّحْدَثٍ ) (2)، وأما علمه فقديم قدم ذاته المقدسة، وهو من الصفات التي هي عين ذاته.

روى الشيخ الصدوق بالاسناد عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، قال: « كتب علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم‌السلام إلى بعض شيعته ببغداد: بسم الله الرحمن الرحيم، عصمنا الله وإياك من الفتنة، فإن يفعل فأعظم بها نعمة، وإن لا يفعل فهي الهلكة، نحن نرى أن الجدال في القرآن بدعة اشترك فيها السائل والمجيب، فيتعاطى السائل ما ليس له، ويتكلف المجيب ما ليس عليه، وليس الخالق إلا الله عز وجل، وما سواه مخلوق، والقرآن كلام الله، لا تجعل له اسماً من عندك فتكون من الضالين، جعلنا الله

__________________

(1) تحف العقول / الحراني: 459.

(2) سورة الأنبياء: 21 / 2.