تَعْلَمُونَ ) (1) .
يا فتح، كما لا يوصف الجليل جل جلاله والرسول والخليل وولد البتول، فكذلك لا يوصف المؤمن المسلم لأمرنا، فنبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم أفضل الأنبياء، وخليلنا أفضل الأخلاء، ووصيه أكرم الأوصياء، اسمهما أفضل الأسماء، وكنيتهما أفضل الكنى وأجلاها، لو لم يجالسنا إلا كفؤ لم يجالسنا أحد، ولو لم يزوجنا إلا كفؤ لم يزوجنا أحد، أشد الناس تواضعاً أعظمهم حلماً، وأنداهم كفاً، وأمنعهم كنفاً، ورث عنهما أوصياؤهما علمهما، فاردد إليهم الأمر وسلم إليهم، أماتك الله مماتهم، وأحياك حياتهم، إذا شئت رحمك الله » (2) .
كان الإمام الهادي عليهالسلام كابائه المعصومين بصدد التخطيط لمستقبل الإمامة والتحضير لزمان الغيبة التي اقترب وقتها، فعمل على تهيئة المقدمات الضرورية للانتقال من مرحلة الإمامة الظاهرة إلى الإمامة الغائبة بعد ولده الحسن العسكري عليهالسلام ، فكان أول ذلك النص على امامة الخلف من بعد الحسن عليهالسلام ، وكونه الامام الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، وتحذير الشيعة من الاختلاف لأنهم لا يرون شخصه ولا يحل لهم ذكر اسمه، وتوقع الفرج بعد غيبة الصاحب عليهالسلام من دار الظالمين.
عن علي بن عبد الغفار، قال: « لما مات أبوجعفر الثاني عليهالسلام كتبت الشيعة إلى أبي الحسن صاحب العسكر عليهالسلام يسألونه عن الأمر، فكتب عليهالسلام : الأمر لي
__________________
(1) سورة النحل: 16 / 43.
(2) كشف الغمة 3: 179.