بعد » (1) .
أكد الامام الهادي عليهالسلام على فضل العلماء في زمان الغيبة وأشاد بدورهم في حفظ الدين، فقد روي عنه عليهالسلام قوله: « لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم من العلماء الداعين إليه، والدالين عليه، والذابين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته، ومن فخاخ النواصب، لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله، ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة، كما يمسك صاحب السفينة سكانها، أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل » (2) .
هناك الكثير من الأخبار التي تدلّ على أن الإمام الهادي عليهالسلام كان يتابع ما يجري على الساحة الفكرية، فيلاحق الأفكار المنحرفة والشبهات التي تطرح هنا وهناك في مواجهة الفكر الاسلامي الأصيل.
فتصدّى الإمام الهادي عليهالسلام لبعض الاتجاهات العقائدية المنحرفة والفرق الضالة ومنهم الغلاة الذين كانوا في زمانه، وهم الذين خرجوا عن الجادة ووصفوا الأئمّة عليهمالسلام بصفات الالوهية، فتبرأ أهل البيت عليهمالسلام منهم ولعنوهم وحاربوا مقالاتهم الباطلة، وتصدى كذلك للفرق التي توقفت على بعض الأئمّة عليهمالسلام كالواقفة والفطحية والصوفية وغيرهم.
__________________
(1) الامامة والتبصرة من الحيرة: 109 / 137، اكمال الدين: 381 / 6 و 382 / 7.
(2) الاحتجاج / الطبرسي: 455.