هذا، وقد أمرت لك بمائة دينار فخذها » (1) .
استطاع إمامنا الهادي عليهالسلام أن يسهم في أداء دوره الرسالي ويقدّم عطاءات جادة على طريق الدفاع عن أصول الدين ونشر فروعه، رغم شدة الظروف وقسوة الحكام وحالات الاقصاء والتغييب، وذلك عن طريق ثلّة من أصحابه ووكلائه وطلاب مدرسته الفقهاء الرواة المنتشرين في طول البلاد وعرضها، وكان لاسلوب الاتصال بأصحابه عن طريق الكتابة والمراسلة الأثر البالغ في اتصال الامام عليهالسلام بالاُمّة، ويمكن أن نتلمس دور الإمام عليهالسلام في تبليغ أحكام الشريعة من خلال النقاط التالية:
1 - الرسائل والمسائل التي رواها عنه عليهالسلام أصحابه أو أخرجها إليهم، سيما التي تخصّ أحكام الدين وعلم الحلال والحرام.
2 - ما روي عنه عليهالسلام مكاتبة أو مشافهة في مجال الأحكام والسنن، وهي موزّعة على أبواب الفقه ومسائله المختلفة، وبمجموعها تعكس بشكل جلي الدور المشرق للامام عليهالسلام وأصحابه في التشريع ومساهمتهم في الحفاظ على خط الاسلام الأصيل ومبادئه السمحة في أحلك الظروف وأقساها.
3 - مايعرض عليه من أحاديث الأئمّة عليهمالسلام فيقوم بتصحيحها، ومن ذلك ما رواه شيخ الطائفة بالاسناد عن أبي السري سهل بن يعقوب بن إسحاق، عن الامام الهادي عليهالسلام ، قال: « قلت له ذات يوم: يا سيدي، قد وقع لي اختيار الأيام عن سيدنا الصادق عليهالسلام مما حدثني به الحسن بن عبد الله بن مطهر، عن
__________________
(1) الأمالي / الصدوق: 498 / 682.