7%

الدولة بمن فيهم الخليفة في زمان المعتزّ باللّه، ما ذكره اليعقوبي في حوادث سنة 255 هـ من تاريخه، قال: وثب صالح بن وصيف التركي على أحمد بن اسرائيل الكاتب وزير المعتز، وعلى الحسن بن مخلد صاحب ديوان الضياع، وعلى عيسى بن إبراهيم بن نوح وعلي بن نوح، فحبسهم وأخذ أموالهم وضياعهم وعذّبهم بأنواع العذاب، وغلب على الأمر، فهمّ المعتزّ بجمع الأتراك، ثمّ دخل إليه فأزاله من مجلسه، وصُيّر في بيت، وأخذ رقعته بخلع نفسه، وتوفي بعد يومين (1) .

رابعا - تردي الحالة الاقتصادية والاجتماعية:

كان من افرازات الاستئثار بالاموال العامة وكثرة الحروب الداخلية واضطراب السلطة وضعفها وسوء إدارتها أن تركّزت الثروات بيد قلّة من أبناء الاُسرة الحاكمة والمحيطين بها، فتفشّى التفاوت الطبقي بين أبناء الاُمّة تبعا للولاء والقرب والبعد من البلاط وحاشيته، فهناك قلّة متخمة تستأثر برأس المال والثراء الفاحش وتبدّده في حياة البذخ والترف لاشباع شهواتهم وملاذّهم، وغالبية مسحوقة تعيش حياة البؤس والفقر والحرمان، وتنهكها النزاعات والحروب، وتئن تحت وطأة البطالة وغلاء الاسعار وفتك الأوبئة ومختلف الامراض، مما ترك آثارا وخيمة على بنية المجتمع وسلوك أفراده.

فذكر المؤرخون في حوادث سنة 228 هـ أنه غلا السعر على الناس في طريق مكة جداً (2) .

__________________

(1) تاريخ اليعقوبي 2: 504، سير أعلام النبلاء / الذهبي 12: 535 - مؤسسة الرسالة - بيروت - 1419 هـ.

(2) البداية والنهاية 10: 328.