14%

من فيها، وأحرقوا أحد الجسرين وقطعوا الآخر، ونهبوا أماكن متعددة (1) .

وفي سنة 251 - 252 هـ جرت فتنة شنعاء في بغداد، وذلك لأن المستعين هرب إلى بغداد بعد أن شغب عليه القادة الترك، فأخرج المشغبون المعتزّ من سجن الجوسق وبايعوه بالخلافة، فكانت الحروب سجالاً بينهما، وقد انتهت بحصار جيش المعتز بقيادة أخيه الموفق وكلباتكين التركي لبغداد، ودام الحصار أشهرا اشتدّ فيها البلاء وكثر القتل والحرق والسلب، وجهد أهل بغداد من غلاء الأسعار وانتشار الأمراض حتى انتهى الأمر بتنازل المستعين عن الخلافة وخلعه نفسه وبيعته للمعتز (2) .

وتعرضت الموصل لفتن كثيرة، ففي سنة 253 هـ حدثت فيها أعمال النهب والقتل... ثم تكرر المشهد في السنوات التالية بسبب تعسف العامل عليها - وهو اذكوتكين التركي - الذي أساء السيرة في الناس، وأظهر الفسوق، وفعل المنكرات، وأخذ الأموال، فقاتلوه وأخرجوه من الموصل ونهبوا داره (3) .

2 - استقلال الأطراف وكثرة المتغلّبين:

نتيجة لتدهو الأوضاع السياسية وضعف الدولة العباسية كثيرا في هذا العصر فقد استقلت بعض أطراف الدولة وكثر المتغلّبون عليها.

ففي سنة 254، استقلت مصر بسيطرة الأسرة الطولونية، وكان أولهم أحمد ابن طولون وهو من الأتراك، واستغنى مدّة ملكه على مصر عن الارتباط

__________________

(1) الكامل في التاريخ 6: 153، البداية والنهاية 11: 3.

(2) الكامل في التاريخ 6: 164 -170، البداية والنهاية 11: 7.

(3) الكامل في التاريخ 6: 191 و 247.