21%

3 - غزو الثغور الإسلامية:

تعرضت أطراف الدولة الى عدة غزوات راح ضحيتها آلاف الابرياء من المسلمين ونهبت أموالهم وانتهكت أعراضهم، نتيجة اهمال المتصدين لقيادة الدولة الثغور الاسلامية اهمالاً كبيراً، فكانت الروم تهاجم وبشكل مستمر ثغور المسلمين من جهة البر والبحر، ففي سنة 216 عدا ملك الروم وهو توفيل بن ميخائيل على جماعة من المسلمين فقتلهم في أرض طرسوس وكانوا نحواً من ألف وست مئة إنسان (1) .

وفى سنة 223 أوقع ملك الروم توفيل بن ميخائيل بأهل ملطية من المسلمين وما والاها ملحمة عظيمة قتل فيها خلقاً كثيراً من المسلمين، وأسر ما لا يحصون كثرة، وكان من جملة من أسر ألف امرأة من نساء المسلمين، ومثل بمن وقع في أسره من المسلمين فقطع آذانهم وأنوفهم وسمل أعينهم (2) .

وفي سنة 238 هـ غزت الافرنج مصر في ثلاث مئة مركب من جهة دمياط، فدخلوها فجأة، فقتلوا من أهلها خلقا، وأحرقوا المسجد الجامع والمنبر، وأسروا من النساء نحوا من ست مئة امرأة، وأخذوا من الأمتعة والمال والأسلحة شيئا كثيرا جدا، وفرّ الناس منهم في كل وجه، وكان من غرق في بحيرة تنيس أكثر ممن أسروه،... ولم يعرض لهم أحد حتى رجعوا إلى بلادهم (3) .

__________________

(1) البداية والنهاية 10: 307.

(2) البداية والنهاية 10: 312.

(3) الكامل في التاريخ 6: 117، البداية والنهاية 10: 317، تاريخ الخلفاء / للسيوطي: 269، تاريخ اليعقوبي 2: 488 مع شيءمن الاختلاف عن باقي المصادر.