وفي سنة 241 هـ أغارت البجة على جيش من أرض مصر، وهم طائفة من سودان بلاد المغرب، وقد كانت البجة لايغزون المسلمين قبل ذلك لهدنة كانت لهم مع المسلمين، فنقضوا الهدنة واعلنوا بالخلاف (1) .
وفي سنة 242 هـ أغارت الروم على بلاد الجزيرة، فانتهبوا شيئا كثيرا، وأسروا نحوا من عشرة آلاف من الذراري (2) .
وفي سنة 245 هـ أغارت الروم على سُمَيساط، فقتلوا وسبوا وأسروا خلقا كثيرا (3) .
يجد الباحث في تاريخ هذه الفترة نشاطا ملحوظا للخرمية المجوسية متمثلة بحروب بابك الخرمي (4) والمازيار (5) في زمان المأمون والمعتصم، كماكان للخوارج الشراة جولة في هذا العصر أيضا، فشنوا حرباً شعواء على كل من خالفهم الرأي سواء كان عباسياً أو غيره، فكانوا نسخة مختصرة من أسلافهم
__________________
(1) البداية والنهاية 10: 324.
(2) البداية والنهاية 10: 342.
(3) الكامل في التاريخ 6: 131.
(4) تاريخ اليعقوبي 2: 473، تاريخ دمشق / ابن عساكر 94: 130، سير أعلام النبلاء 10: 293 و 11: 257، البداية والنهاية 10: 310 و 312، البدء والتاريخ / المقدسي 3: 30 و 5: 134.
(5) معجم البلدان 4: 15، سير أعلام النبلاء 10: 301، تاريخ اليعقوبي 2: 476، البداية والنهاية 10: 317 و 320.