14%

مقتول شهيد » (1) . فليس فيهم عليهم‌السلام من يموت حتف أنفه، وقاتلهم دائما هو الحاكم الذي يحذر نشاطهم ويتوجس منهم خيفة، لأنّهم يمثلون جبهة المعارضة ضد الانحراف الذي يمثله الحاكم (2) .

ثانياً - موقفه من الامام الهادي عليه‌السلام :

ذكرنا أن الامام الجواد عليه‌السلام خلف ولده الامام الهادي عليه‌السلام في المدينة المنورة، وبقي هناك حتى شهادة أبيه على ما تصرح به كثير من الروايات (3) .

وما أن استشهد الامام الجواد عليه‌السلام توجه رجال السلطة إلى ولده أبي الحسن عليه‌السلام رغم كونه صغيراً ولا يشكل أدنى خطر على مركز الخلافة العباسية وأجهزتها، وأول بوادر ذلك هو أن المعتصم عهد إلى عمر بن الفرج الرخجي أن يشخص إلى المدينة فيختار مؤدباً لأبي الحسن الهادي عليه‌السلام وشرط أن يكون المؤدب معروفاً بالعداء لأهل البيت عليهم‌السلام ليغذيه بأفكار بعيدة عن نهجهم، فاختار الرخجي أبا عبد الله الجنيدي، وأوكل إليه مهمة تأديب الامام عليه‌السلام ، فعمل الرخجي على حبسه عن شيعته ومواليه، ولاجل ذلك وضع عليه العيون، وشرع بعمله، إلا أنه ذهل من حدة ذكاء الامام عليه‌السلام وغزارة علمه، الامر الذي جعله يذعن بأن الامام عليه‌السلام أعلم منه، وأنه تعلم منه ضروباً من العلم، وأنه خير أهل الارض، وأفضل من برأه الله تعالى، وأنه يحفظ القرآن من

__________________

(1) إعلام الورى 2: 131.

(2) راجع بحثا مفصلاً حول هذا الموضوع في تاريخ الغيبة الصغرى / للسيد الشهيد محمد محمدصادق الصدر: 229.

(3) راجع: دلائل الامامة: 415 / 378 / 11، بصائر الدرجات: 487 / 2 باب21 من الجزء التاسع - مؤسسة الأعلمي - طهران، إثبات الوصية: 194.