غيرك، وتقرباً إليك بطاعتك وإقامة الحق على من خالفك، أفتسلمني؟ قال بغا: فارتعدت وداخلتني له رقة، وملئ قلبي له رعباً، فجذبته عن طرف بركة السباع وقد كدت أن أزج به فيها، وأتيت به حجرتي فأخفيته فيها.... (1) .
واصل الطالبيون قيادة حركة المعارضة المسلحة التي لم تهدأ منذ ثورة الشهيد السبط الامام الحسين عليهالسلام ، وهي في هذا الوقت تمثّل ردّ فعل طبيعي لحالة التردي التي تعاني منها الاُمة عموماً والطالبيون خصوصاً، من هنا فقد خرج من العلويين في أيام المعتصم بالطالقان محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، المعروف بالصوفي، ودعا إلى الرضا من آل محمد صلىاللهعليهوآله ، فكانت له مع العباسيين عدة وقعات بناحية الطالقان وجبالها، وشي به في آخرأمره فارسل المعتصم، فحبسه في سرداب ضيق شبيه بالبئر طوله ثلاثة أذرع في ذراعين فكاد أن يموت فيه، ثم أنه هرب من السجن وغاب عن الأنظار، فطلبوه فلم يقدروا عليه (2) .
ومن وسائل الاستفزاز التي مارستها السلطة العباسية ضد خصومها سيما الطالبيون منهم، هو اجبارهم على لبس السواد الذي يمثل شعار الدولة العباسية، وفي حال الامتناع يتعرض الخصم لعقوبات قاسية، ومما حدث من ذلك في زمان المعتصم ماذكره أبو الفرج أن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن
__________________
(1) مروج الذهب 4: 160.
(2) تاريخ اليعقوبي 2: 471، مقاتل الطالبيين: 464 - 472، تاريخ الطبري 7: 223 - 224 حوادث سنة 219 هـ، مروج الذهب 4: 60 - 61، عمدة الطالب / الداوودي: 306 المطبعة الحيدرية - النجف، البداية والنهاية 10: 308.