وبقي الواثق على رأس السلطة العباسية الى ذي الحجة من سنة 232، وقد أخبر الامام الهادي عليهالسلام وهو في المدينة أحد أصحابه القادمين من العراق - وهو خيران الاسباطي - عن موت الواثق وتسنم جعفر المتوكل مقاليد السلطة العباسية قبل اعلان السلطة ذلك (1) .
هو جعفر بن المعتصم بالله بن هارون الرشيد، بويع له بعد وفاة أخيه الواثق في ذي الحجة سنة 232، حيث اجتمع في دار الخلافة عند وفاة الواثق أحمد بن أبي دؤاد وإيتاخ ووصيف وعمر بن الفرج وابن الزيات، وأرادوا البيعة لمحمد بن الواثق، وهو غلام أمرد، فقال وصيف: أما تتقون الله، تولون الخلافة مثل هذا؟!ثم تناظروا فيما يولونه، فأحضروا المتوكل فألبسه ابن أبي دؤاد وعممه وسلم عليه بإمارة المؤمنين ولقبه المتوكل، وبقي على رأس السلطة الى سنة 247.
وكان الإمام الهادي عليهالسلام مقيماً في المدينة، وقد مضى على امامته نحو 12 عاماً، وكان عليهالسلام مرجعاً لرواد العلم من مختلف البلاد وشتى الديار، ومبلغاً لرسالة جده المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم وسنته وكتاب ربه.
ويظهر من روايات التاريخ أن هذه الفترة من أشد الظروف التي مرت بالامام عليهالسلام وأكثرها ضراوةً وعنتاً، لأن السمة الغالبة على المتوكل هي النصب والتجاهر بالعداء لآل البيت عليهمالسلام والحقد السافر عليهم وعلى من يمتّ لهم بصلة نسب أو ولاء، وقد أجمع على هذا الأمر غالبية المؤرخين.
__________________
(1) أصول الكافي1: 498 / 1 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهماالسلام من كتاب الحجة، الفصول المهمة: 279.