قال السيوطي: « كان المتوكل معروفا بالتعصب » (1) .
وقال الذهبي: « كان المتوكل فيه نصب وانحراف » (2) .
ويساعده على ذلك زمرة من النواصب المبغضين لعلي عليهالسلام من أمثال وزيره عبيد الله بن يحيى بن خاقان، وعلي بن الجهم الشاعر، وعمرو بن الفرج الرخجي، وأبي السمط مروان بن أبي حفصة، وعبداللّه بن داود الهاشمي.
من هنا فقد أمعن المتوكل في التنكيل بالامام عليهالسلام وشيعته وأسرف في القتل والحبس والحصار والتشريد وصنوف الأذى والعنت، وفيما يلى استجلاء لبعض مواقفه في هذا الإتجاه:
ينطلق المتوكل في جميع المواقف التي اتخذها من أهل البيت عليهمالسلام وشيعتهم مما يعتمل في كوامن نفسه من البغض والعداء لهم ولمن يتعلق بهم، لذلك عمل على ابعادهم والاساءة اليهم، وأنفق المزيد في سبيل اشاعة ثقافة النصب في أوساط الناس عن طريق بعض المرتزقة من المحدّثين والشعراء وغيرهم، ومصاديق هذا في الواقع العملي كثيرة ولعل أبرزها:
قال ابن خلكان: إن المتوكل كان كثير التحامل على علي بن أبي طالب وابنيه الحسن والحسين (3) .
ونقل سبط ابن الجوزي عن علماء السير قولهم: إن المتوكل كان يبغض
__________________
(1) تاريخ الخلفاء: 268.
(2) سير أعلام النبلاء 12: 35.
(3) وفيات الاعيان 6: 400 عند ترجمة يعقوب بن السكيت.