روي أنّ أبا السمط مروان بن أبي الجنوب قال: « أنشدت المتوكل شعرا ذكرت فيه الرافضة، فعقد لي على البحرين واليمامة، وخلع عليّ أربع خلع، وخلع عليّ المنتصر، وأمر لي المتوكل بثلاثة آلاف دينار فنثرت عليّ، وأمر ابنه المنتصر وسعد الايتاخي أن يلتقطاها لي ففعلا، والشعر الذي قلته:
يرجوا التراث بنو البنا | ت وما لهم فيها قُلامه | |
والصهر ليس بوارثٍ | والبنت لاترث الامامه | |
ماللذين تنحّلوا | ميراثكم إلاّ الندامه | |
ليس التراث لغيركم | لا والاله ولا كرامه |
قال: ثمّ نثر عليّ بعد ذلك لشعرٍ قلته في هذا المعنى عشرة آلاف درهم » (1) . لا يخفى أنّه قد سبقه هارون في ذلك.
والموقف الآخر الذي ينمّ عن ماهية نفس المتوكل الحاقدة، هو أنه أمر في سنة 236 بهدم قبر الإمام السبط الشهيد الحسين عليهالسلام ، ظناً منه أنه يميت ذكره ويعدم أثره، وقد بعث رجلاً من أصحابه يقال له الديزج - وكان يهوديا فأسلم - إلى قبر الحسين عليهالسلام ، وأمره بكرب القبر ومحوه وإخراب كل ما حوله، فمضى لذلك، وخرب ما حوله، وهدم البناء وكرب ما حوله نحو مائتي جريب، فلما بلغ إلى قبره لم يتقدم إليه أحد، فأحضر قوماً من اليهود فكربوه، ثم أمر أن يبذر ويزرع، ووكلّ به مسالح بين كل مسلحتين ميل، فلا يزوره زائر إلا أخذوه ووجّهوا به إليه، فقُتِل عدد كبير من زواره أو اُنهكوا عقوبة، ونودي بالناس في
__________________
(1) تاريخ الطبري 9: 230، الكامل في التاريخ 6: 140.