7%

أرتاب. فوقع في رقعته: « أما إذا بلغ بك الأمر ما أرى فسأقصد الله فيك »، وكان هذا في ليلة الجمعة، فأصبح المتوكل محموماً فازدادت عليه حتى صرخ عليه يوم الاثنين، فأمر بتخلية كل محبوس عرض عليه اسمه حتى ذكر هو علي ابن جعفر، فقال لعبيد الله: لم لم تعرض علي أمره؟ فقال: لا أعود إلى ذكره أبداً. قال: خل سبيله الساعة، وسله أن يجعلني في حلّ، فخلى سبيله (1) .

وفي كل ذلك يتوجه الأصحاب إلى إمامهم عليه‌السلام كماترى فيعينهم بالدعاء للتخلص مما هم فيه. عن عبداللّه بن سليمان الخلال، قال: « كتبت إليه عليه‌السلام أسأله الدعاء أن يفرّج اللّه عنّا في أسباب من قبل السلطان كنا نغتم بها من غلماننا، فرجع الجواب بالدعاء، ورد علينا الغلمان... » (2) .

قتل ابن السكّيت (3):

وهو امام العربية الحجة، صيره عبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى المتوكل،

__________________

(1) رجال الكشي 2: 866 / 1129.

(2) الثاقب في المناقب: 548 / 490.

(3) ترجم له النجاشي وقال: يعقوب بن إسحاق السكيت، أبو يوسف، كان مقدماً عند أبي جعفر الثاني وأبي الحسن عليهما‌السلام ، وكان يختصانه، وله عن أبي جعفر عليه‌السلام رواية ومسائل، وقتله المتوكل لأجل التشيع وأمره مشهور. كان وجيهاً في علم العربية واللغة، ثقة، مصدقاً، لا يطعن عليه، وله كتب منها: كتاب إصلاح المنطق، كتاب الألفاظ، كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه، كتاب الاضداد، كتاب المذكر والمؤنث، كتاب المقصور والممدود، كتاب الطير، كتاب النبات، كتاب الوحش وغيرها. رجال النجاشي: 449.

وقال ابن خلكان: قال بعض العلماء: ما عبر على جسر بغداد كتاب في اللغة مثل إصلاح المنطق، ولا شك أنه من الكتب النافعة الممتعة الجامعة لكثير من اللغة، ولا نعرف في حجمه مثله في بابه. وفيات الاعيان 6: 400.