7%

5 - محاولة تصفية الامام عليه‌السلام :

يبدو من بعض الأخبار التي أرخت لسيرة الامام عليه‌السلام أن المتوكل ذهب إلى أبعد مما ذكرنا حيث أراد الاعتداء على حياة الامام عليه‌السلام في أكثر من محاولة، ولكن باءت محاولاته بالخيبة وبقي الامام عليه‌السلام محاطاً بعناية الله وحفظه.

ومن تلك المحاولات ما كان قبل مقتل المتوكل بيومين، كما رواه ابن أرومة حيث قال: « خرجت إلى سر من رأى أيام المتوكل فدخلت إلى سعيد الحاجب، ودفع المتوكل أبا الحسن عليه‌السلام إليه ليقتله فقال لي: أتحب أن تنظر إلى إلهك! فقلت: سبحان الله، إلهي لا تدركه الأبصار! فقال: الذي تزعمون أنه إمامكم؟ قلت: ما أكره ذلك. قال: قد أُمرت بقتله، وأنا فاعله غداً، فإذا خرج صاحب البريد فادخل عليه، فخرج ودخلت وهو جالس وهناك قبر يحفر، فسلمت عليه وبكيت بكاء شديداً، فقال: ما يبكيك؟ قلت: ما أرى. قال: لا تبك إنه لا يتم لهم ذلك، وإنه لا يلبث أكثر من يومين حتى يسفك الله دمه ودم صاحبه ، فوالله ما مضى غير يومين حتى قتل » (1) .

ومنها ما روي عن الصقر بن أبي دلف، قال « لما حمل المتوكل سيدنا أبا الحسن عليه‌السلام جئت أسأل عن خبره، قال: فنظر إلي حاجب المتوكل، فأمر أن أدخل عليه فقال: يا صقر، ما شأنك؟ فقلت: خير أيها الاستاذ. فقال: اقعد. قال الصقر: فأخذني ما تقدم وما تأخر، فقلت: أخطأت في المجيء. قال: فوحّى الناس (2) عنه، ثم قال: ما شأنك وفيم جئت؟ قلت: لخبر ما. فقال: لعلك جئت تسأل عن خبر مولاك؟ فقلت له: ومن مولاي؟ مولاي أمير المؤمنين. فقال: اسكت مولاك هو الحق فلا تحتشمني فإني على مذهبك. فقلت: الحمد لله.

__________________

(1) كشف الغمة 3: 184.

(2) أي عجلوا الخروج.