الإمام الهادي (ع) ينقض مذهب أحمد والمتوكل
المأمون عالمُ الخلفاء والمتوكل من جهالهم
اتفق المؤرخون على أن المأمون أعلم الخلفاء العباسيين والأمويين. وقد ورد وصفه في حديث اللوح الذي أهداه الله تعالى الى الزهراء (ع)، وفيه أسماء الأئمة من أبنائها (ع)، فقال عن الثامن منهم: « يقتله عفريت مستكبر، يدفن في المدينة التي بناها العبد الصالح « ذوالقرنين » إلى جنب شر خلقي. حقَّ القولُ مني لأسرِّنَّهُ بمحمد ابنه، وخليفته من بعده ووارث علمه ». « الكافي: 1 / 527 ».
أما مسألة أن القرآن مخلوق أوغير مخلوق، فأخذها المأمون من متكلمي المسلمين قبله، ورفعها شعاراً فقال: من قال إنه غير مخلوق فمعناه أنه قديمٌ مع الله تعالى فيكون شريكاً لله، أويكون كلام الله جزءً منه فيكون الله مركباً. وهذا يخالف قوله تعالى: وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ.
وبدأ المأمون في سنة 212 بامتحان العلماء والمحدثين، فكان يحبس من لم يقل إن القرآن مخلوق، ويُحَرِّم عليه أن يكون قاضياً، أوموظفاً في الدولة.
واستمر الإمتحان عشرين سنة في زمن المأمون والمعتصم والواثق، حتى تولى المتوكل سنة 232 فأوقفه، وتعصب للرأي الآخر، وقال إن القرآن قديمٌ غير مخلوق، وتبنى أحاديث رؤية الله تعالى بالعين.