4%

وقد اتفق المؤرخون على أن المتوكل لم يكن له بضاعة من العلم، وأنه كان يتزيا بزي المخنثين فحبسه أخوه الواثق ليمنعه من التخنث. ولم يَدَّعِ ولا ادعى له أحدٌ أنه كان عالماً، وأنه اختار مذهباً بموازين علمية، بل كان يعيش في مجتمع فيه صراع بن اتجاهين: اتجاه يؤكد على تنزيه الله تعالى عن الجسم والشبيه، ويقول بفضائل أهل البيت (ع)، واتجاه يميل الى التجسيم، ويكره أهل البيت النبوي بشكل صريح أومبطن، فتبنى هذا الإتجاه.

ومن الظواهر العجيبة أن القول بالتشبيه توأمٌ دائماً مع عداوة أهل البيت (ع). فأينما وجدت مُجسماً فهوناصبي، وأينما وجدت ناصيباً فهومُجسم أو مُشبِّه! لذلك يترجح عندنا أن المتوكل كان مبغضاً لعلي (ع) من نشأته، وعندما صار خليفة تجمع عليه أشكاله فعلموه التشبيه وأحاديث رؤية الله تعالى بالعين!

جواب أهل البيت (ع) على مقولة خلق القرآن

كان موقف الأئمة (ع) النهي عن الإنشغال بأن القرآن مخلوق أو غير مخلوق.

فقد سئل الإمام الصادق (ع) قبل المأمون بخمسين سنةً: « يا ابن رسول الله، ما تقول في القرآن؟ فقال: هوكلام الله، وقول الله، وكتاب الله، ووحي الله وتنزيله وهوالكتاب العزيز الذي: لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ». « أمالي الصدوق / 638 ».