وسئل الإمام الكاظم (ع): « يا ابن رسول الله، ما تقول في القرآن، فقد اختلف فيه من قبلنا، فقال قوم إنه مخلوق، وقال قوم إنه غير مخلوق؟ فقال (ع): أما إني لا أقول في ذلك ما يقولون، ولكني أقول إنه كلام الله عز وجل ». « أمالي الصدوق / 647 ».
وكذلك موقف الإمام الرضا (ع) وهومعاصر للمأمون، ففي أمالي الصدوق / 639: « عن الحسين بن خالد، قال: قلت للرضا (ع): يا ابن رسول الله، أخبرني عن القرآن، أخالق أومخلوق؟ فقال: ليس بخالق ولا مخلوق، ولكنه كلام الله ».
الإمام الهادي (ع) يشرح مسألة خلق القرآن
وعندما تفاقمت مقولة القرآن مخلوق في زمن الإمام الهادي (ع) كتب الى بعض شيعته ببغداد: « بسم الله الرحمن الرحيم، عصمنا الله وإياك من الفتنة، فإن يفعل فَأَعْظِمْ بها نعمة، وإلا يفعل فهي الهلكة. نحن نرى أن الجدال في القرآن بدعة اشترك فيها السائل والمجيب، فتعاطى السائل ما ليس له، وتكلف المجيب ما ليس عليه. وليس الخالق إلا الله وما سواه مخلوق، والقرآن كلام الله. لاتجعل له إسماً من عندك فتكون من الضالين. جعلنا الله وإياك من الذين يخشون ربهم بالغيب، وهم من الساعة مشفقون ». « أمالي الصدوق / 639 ».
فقد أعطى الإمام (ع) القاعدة بأن كل ما سوى الله تعالى مخلوق، لكنه مَنَعَ من وصف كلامه تعالى بأنه مخلوق، حتى لايتسرب الى الذهن حدوثٌ للمتكلم.
ومعنى قوله (ع): تكلف المجيب ما ليس عليه: أنه أجاب بغير علم وهو لايعرف مفهوم وجود القرآن، ولا مفهوم المخلوق وغير المخلوق.