4%

المتوكل يمتحن علم الإمام الهادي (ع)

وفي مناقب آل أبي طالب « 3 / 507 »: « قال المتوكل لابن السكيت: إسأل ابن الرضا مسأله عوصاء بحضرتي، فسأله فقال: لم بعث الله موسى بالعصا، وبعث عيسى بإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى، وبعث محمداً بالقرآن والسيف؟

فقال أبوالحسن (ع): بعث الله موسى بالعصا واليد البيضاء في زمان الغالب على أهله السحر، فأتاهم من ذلك ما قهر سحرهم وبهرهم، وأثبت الحجة عليهم. وبعث عيسى بإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله، في زمان الغالب على أهله الطب، فأتاهم من إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله فقهرهم وبهرهم. وبعث محمداً بالقرآن والسيف في زمان الغالب على أهله السيف والشعر، فأتاهم من القرآن الزاهر والسيف القاهر، ما بهر به شعرهم وقهر سيفهم، وأثبت الحجة عليهم.

فقال ابن السكيت: فما الحجة الآن؟ قال: العقل يعرف به الكاذب على الله فيكذب. فقال يحيى بن أكثم: ما لابن السكيت ومناظرته، وإنما هوصاحب نحو وشعر ولغة، ورفع قرطاساً فيه مسائل فأملى علي بن محمد على ابن السكيت جوابها، وأمره أن يكتب: سألت عن قول الله تعالى: قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ ، فهوآصف بن برخيا ولم يعجز سليمان عن معرفة ما عرفه آصف، ولكنه أحب أن يعرف أمته من الجن والإنس أنه الحجة من بعده، وذلك من علم سليمان (ع) أودعه آصف بأمر الله، ففهمه ذلك لئلا يختلف في إمامته وولايته من بعده، ولتأكيد الحجة على الخلق.