12%

فداك لقد ادعى أبو الخطاب وأصحابه فيك أمراً عظيماً! إنه لبى: لبيتُك جعفر لبيك معراج! وزعم أصحابه أن أبا الخطاب أسريَ به إليك، فلما هبط إلى الأرض من ذلك دعا إليك، ولذلك لبى بك!

قال: فرأيت أبا عبد الله (ع) قد أرسل دمعته من حماليق عينيه وهو يقول: يا رب برئت إليك مما ادعى فيَّ الأجدع عبد بني أسد! خشع لك شعري وبشرى، عبدٌ لك ابن عبد لك، خاضع ذليل. ثم أطرق ساعة في الأرض كأنه يناجي شيئاً ثم رفع رأسه وهو يقول: أجل أجل، عبدٌ خاضعٌ خاشعٌ ذليلٌ لربه، صاغرٌ راغمٌ، من ربه خائف وجل. لي والله ربٌّ أعبده لا أشرك به شيئاً!

ماله أخزاه الله وأرعبه، ولا آمن روعته يوم القيامة. ما كانت تلبية الأنبياء هكذا ولا تلبية الرسل، إنما لبيتُ: بلبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك »!

وفي رجال الطوسي « 2 / 584 »: « ثم قال: على أبي الخطاب لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، فأشهد بالله أنه كافرٌ فاسقٌ مشرك. وأنه يحشر مع فرعون في أشد العذاب غدواً وعشياً، ثم قال: أماوالله إني لأنفس على أجساد أُصْلِيَتْ معه النار ».

موقف الإمام الكاظم (ع) من الذين ألَّهُوه

ففي رجال الطوسي « 2 / 587 »: « فقال يحيى: جعلت فداك إنهم يزعمون أنك تعلم الغيب؟ فقال: سبحان الله سبحان الله، ضع يدك على رأسي، فوالله ما بقيت في جسدي شعرة ولا في رأسي إلا قامت! قال ثم قال: لاوالله، ما هي إلا وراثة عن رسول الله (ص) ».