4%

فتشاوروا بينهم ثم قالوا له: هل يجوز إهداء القرآن؟ قال نعم. قالوا له: أنت كالقرآن لا نبيعك بيعاً، بل نهديك لوكيل الخليفة هديةً!

وكان الخليفة يختار القادة الكبار لجنده، لكنه كان ملزماً بتعيين من يرضون قيادته ويحبونه، فكان القائد التركي الناجح هو الذي يكسب رضا الجنود ورضا الخليفة، ورضا القائد الأكبر منه.

وكان كبار قادة الأتراك: إيتاخ الذي قتله المتوكل، ووصيف، وابنه صالح، وبُغا الصغير، وبُغا الكبير، وموسى بن بغا، وبايكباك، وأوتامش الخ.

أما المستوى الثقافي والسلوكي لهم فكان واطئاً خشناً، وقل منهم من دخل الإيمان قلبه، واتصف بالتقوى والورع، أوتصرف بنبل ومكارم أخلاق. وسترى نماذج من تصرفاتهم وقسوتهم!

أجيال الترك الأوائل لم يدخل الإيمان في قلوبهم

كان غالب المماليك الترك من آسيا الوسطى، قرب الصين ومنغوليا، وأصولهم مغولية أوقريبة منها، وكلهم يقدسون جنكيز خان، ويرجعون في خلافاتهم الى شريعته المكتوبة بإسم: اليَاسَة!

وحتى الذين أسلموا منهم كانوا يقدسون الياسة ويقبلون أحكامها!

لافرق في ذلك بين مماليك المعتصم، ومغول هولاكوالذين حكموا العراق، والمماليك الشراكسة الذين حكموا مصر وسوريا، فكلهم يقدسون الإلياسة، ويشربون الخمر ويفعلون الفواحش، لا تكاد تستثني منهم أحداً!