هل قتل المنتصر أباه المتوكل؟
توجد قرائن تشير الى أن المنتصركان وراء الأتراك في قتلهم لأبيه المتوكل:
منها: ما رواه الطوسي في أماليه / 128: « قال أبوالفضل: إن المنتصر سمع أباه يشتم فاطمة، فسأل رجلاً من الناس عن ذلك، فقال له: قد وجب عليه القتل، إلا أنه من قتل أباه لم يطل له عمر. قال: ما أبالي إذا أطعت الله بقتله، أن لا يطول لي عمر، فقتله وعاش بعده سبعة أشهر ». ونحوه في مناقب آل أبي طالب « 3 / 221 ».
ومنها: قول اليعقوبي « 2 / 492 »: « وكان المتوكل قد جفا ابنه محمداً المنتصر، فأغروه به ودبروا على الوثوب عليه، فلما كان يوم الثلاثاء لثلاث خلون من شوال سنة 247 ، دخل جماعة من الأتراك منهم: بغا الصغير، وأوتامش صاحب المنتصر، وباغر، وبغلو، ويربد، وواجن، وسعلفه، وكنداش، وكان المتوكل في مجلس خلوة، فوثبوا عليه فقتلوه بأسيافهم، وقتلوا الفتح بن خاقان معه ».
فقوله: أغروه به، وكون أوتامش صاحبه وكان صاحب الكلمة الأولى في خلافته، قرينةٌ على أن المنتصرهوالمدبر والأمر بقتل أبيه.
ومنها: رواية الحضيني: « إن هذا الطاغية يبني مدينة يكون حتفه فيها على يد ابنه المسمى بالمنتصر، وأعوانه عليه الترك ». « الهداية الكبرى / 320 ».
لكن توجد قرائن تقابلها تدل على أن الفاعل الأتراك، وقد يكون المنتصر على اطلاع:
فمنها: أن الأتراك تحملوا نسبة القتل اليهم، ولم يتهموا المنتصر.
ومنها: أنهم جاهروا بأن لهم عند المتوكل ثأراً بقتله قائدهم إيتاخ، وأنه باشر بمصادرة أموال وصيف، وبنقل صلاحياته الى الفتح بن خاقان.