4%

قَتل المستعين ونصب المعتز « الزبير بن المتوكل »

في تاريخ دمشق « 18 / 308 »: « فلما بويع المعتز بالله بالخلافة وانتصب للأمر والنهي والتدبير، وجه أخاه أبا أحمد بن المتوكل على الله إلى بغداد لحرب المستعين بالله، وأوعز معه بالجيوش والكراع والسلاح والعدة والآلة، فصار أبوأحمد بالجيش إلى أكناف بغداد، وأخذ محمد بن عبد الله بن طاهر في الإستعداد للحرب ببغداد وبنى سور ببغداد وأحكمه وحفر خندقها وحصنها، ونزل أبوأحمد بن المتوكل على الله على بغداد، فحضر المستعين بالله ومن معه من الناس، ونصب لهم الحرب، وتجرد من بغداد للقتال فغدوا وراحوا على الحرب، ونصب المجانيق والعرادات حول سور بغداد، فلم يزل القتال بينهم سنة اثنا عشر شهراً، وعظمت الفتنة وكثر القتل، وغلت الأسعار ببغداد بشدة الحصار، وأضر ذلك بالناس وجهدوا وداهن محمد بن عبد الله بن طاهر « والي بغداد » في نصرة المستعين ومال إلى المعتز وكاتبه سراً فضعف أمر المستعين وسعى في الصلح على خلع المستعين وتسليم الأمر للمعتز، حتى تقرر الأمر على ذلك ».

وقال ابن العمراني في الإنباء في تاريخ الخلفاء « 1 / 125 »: « وضعف أمر المستعين ببغداد لأن دار الملك إذ ذاك كانت سامراء والمعتز بها مع جمهور العسكر، وبها خزائن الأموال والسلاح. وخاف على نفسه منهم، فنفذوا إليه وطلبوا منه أن يخلع نفسه فأبى، ثم لما رأى ضعف أمره وقلة المال والعساكر عنده، أجابهم ».